إلاعلام الاسباني يتهم فلورنتينو بيريز بالكذب والتلاعب في قضية نيجريرا


إلاعلام الاسباني يتهم فلورنتينو بيريز بالكذب والتلاعب في قضية نيجريرا

 بيريز يواجه اتهامات بـ"الكذب والتلاعب"

أشعل فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، نيران الجدل مجددا خلال الجمعية العمومية للنادي، بشن هجوم كاسح على برشلونة ورابطة الليجا، واصفا قضية "نيجريرا" بالفضيحة غير الطبيعية. ولم يمر خطابه بسلام، إذ قوبل بردود فعل عنيفة، أبرزها هجوم الصحفي إسحاق فوتو الذي اتهم بيريز بالكذب والتلاعب بالحقائق. 

ماذا قال بيريز عن "قضية نيجريرا"؟

استغل فلورنتينو بيريز منبر الجمعية العمومية لشن هجوم غير مسبوق على الغريم التقليدي برشلونة، معيداً إحياء الدراما المحيطة بقضية "نيجريرا" بتصريحات نارية شككت في نزاهة "أفضل حقبة رياضية" للنادي الكتالوني.

وأكد بيريز في خطابه أمام الأعضاء أن ما حدث بين عامي 2001 و2018 "ليس أمراً طبيعياً"، مشدداً بلهجة حادة على أن دفع ما يقارب 8.4 مليون يورو لشخص يشغل منصب نائب رئيس اللجنة الفنية للحكام (CTA) على مدار 17 عاماً لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، قائلاً: "مهما كان السبب، هذا ليس طبيعياً".

ولمح رئيس النادي الملكي بوضوح إلى وجود علاقة سببية مريبة بين هذه المدفوعات الضخمة وبين النجاحات الرياضية الكاسحة التي حققها البلوغرانا في تلك الفترة، واصفا التزامن بين تدفق الأموال وحصد الألقاب بالمصادفة التي تدعو للريبة، خاصة وأن إنريكيز نيغريرا كان يمتلك سلطة القرار في ترقية الحكام أو تخفيض درجاتهم، مما يضع علامات استفهام كبرى حول نزاهة المنافسة وعدالة التحكيم طوال تلك السنوات الطويلة.  

فلورنتينو بيريز عن قضية نيجريرا 

فلورنتينو بيريز عن قضية نيجريرا

 بيريز يستعرض "شذوذ" البطاقات الحمراء

لم يكتفِ بيريز بالتصريحات الإنشائية والاتهامات المرسلة، بل لجأ إلى لغة الأرقام والرسوم البيانية لتدعيم نظرية "المحابة التحكيمية"، مستعرضاً إحصائيات صادمة حول الفوارق في البطاقات الحمراء. وأشار "القرش الأبيض" إلى وجود خلل إحصائي فاضح، موضحاً أن برشلونة تمتع برصيد إيجابي هائل في البطاقات الحمراء وصل إلى (+49) خلال فترة نفوذ نيجريرا، في حين كان رصيد ريال مدريد (-1) فقط، وهو تباين وصفه بغير المنطقي. ولإثبات وجهة نظره بأن هذا "الشذوذ الإحصائي" يقتصر على إسبانيا فقط، عقد بيريز مقارنة دقيقة مع المسابقات الأوروبية، حيث أظهرت البيانات أن الرصيد في أوروبا متطابق تقريباً (+12 لبرشلونة و+13 لمدريد)، وهي أرقام تتماشى مع المعدلات الطبيعية لأندية النخبة مثل بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند.واستخدم بيريز هذه المفارقة الرقمية كدليل دامغ على أن "البيئة التحكيمية" في الليغا كانت موجهة لخدمة طرف واحد، تاركاً الحكم النهائي لأعضاء النادي وللجمهور بقوله: "استنتجوا ما شئتم"، في إشارة واضحة إلى أن الأرقام تكشف عمق الأزمة التي عانى منها ريال مدريد محلياً مقارنة بوضعه الطبيعي أوروبياً. 
 

 إسحاق فوتو يفتح ملفات الماضي

في المقابل، لم يمر خطاب بيريز دون تفنيد قاسٍ ومباشر من الإعلام الإسباني، حيث شن الصحفي إسحاق فوتو عبر برنامج "تيمبو دي جويجو" في إذاعة "كادينا كوبي" هجوماً مضاداً شرساً، متهماً رئيس ريال مدريد بالكذب الصريح والتلاعب بالحقائق لتضليل الجمهور.

وواجه فوتو بيريز بماضيه الإداري قائلاً بوضوح: "أريد أن أذكر الجميع بأن فلورنتينو كان عضواً في مجلس إدارة لويس روبياليس"، في إشارة ساخرة لتناقض حديث بيريز عن تضارب المصالح المتعلق بخافيير تيباس، مضيفاً بتهكم: "أتذكر: روبياليس، روبياليس".

ولم يتوقف الصحفي عند هذا الحد، بل اتهم بيريز باختلاق وقائع غير صحيحة، مشدداً على أنه كذب بشأن الحكم جونزاليس فويرتس الذي "لم يهدد ريال مدريد أبداً"، كما أخرج تصريحات فران سوتو (رئيس لجنة الحكام) عن سياقها.

وفيما يخص قضية نيجريرا، أكد فوتو أن بيريز تلاعب بالتسلسل الزمني للأحداث ليظهر كبطل، موضحاً أن خافيير تيباس ورابطة الليجا كانوا السباقين لتقديم الشكوى لمكتب المدعي العام، بينما انضم ريال مدريد للقضية كطرف مدني بعد شهر كامل، مختتماً هجومه بوصف حديث بيريز عن "كرة القدم المجانية" بأنه "ديماغوجية" تهدف لدغدغة مشاعر الجماهير دون سند واقعي. 

ريال مدريد برشلونة

سادت حالة من الغليان داخل الأوساط الكتالونية رداً على الهجوم "العدائي" الذي شنه فلورنتينو بيريز، حيث اعتبرت بيئة برشلونة أن رئيس ريال مدريد يمارس "تزييفاً للتاريخ" عبر التلاعب بالأرقام واجتزاء السياقات في قضية "نيجريرا".

وتفسر إدارة لابورتا هذا التصعيد كمحاولة للضغط على الحكام الحاليين وصرف الأنظار عن النجاحات الرياضية لبرشلونة، علمًا بأن المنافسة في الدوري الإسباني هذا الموسم في قمة اشتعالها، حيث يحتل ريال مدريد الصدارة برصيد 32 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن برشلونة بعد خوض 13 جولة من عمر المسابقة. 

التحكيم يُحرج  فلورنتينو بيريز

لم تكن العودة المدريدية لتكتمل لولا عدم تدخل التكنولوجيا التي أثارت زوبعة من الجدل، فقد جاءت أهداف دين هاوسن وجود بيلينجهام المنقذة وسط غبار المعركة وصراخ اللاعبين.الهدف الأول فتح باب الشكوك حول لمسة يد، والهدف الثاني جاء بعد أن سالت دماء الحارس إينياكي بينيا بعد التحام عنيف مع فينيسيوس جونيور، مما فجر غضب أصحاب الأرض الذين طالبوا بإيقاف بإلغاء الهدف فوراً.غير أن خبراء التحكيم في أرشيف فار حسموا الموقف بصرامة، مؤكدين شرعية القرارات وأن الاحتكاكات كانت في إطار التنافس المشروع، ليخرج ريال مدريد بنقطة تعادل انتزعتها من فك الأسد، نقطة قد تكون قانونية في السجلات، لكنها ملطخة بالعرق والدماء والجدل.قد تكون القرارات صحيحة وقد يحتمل بعضها الخطأ، لكن الساخر في الأمر هنا أنها جاءت في نفس اليوم الذي تحدث فيه رئيس ريال مدريد علانية عن التحكيم وقضية نيجريرا بتلميحات فساد كبير لصالح برشلونة، لا نقول أن القرارات اليوم كانت فاسدة لصالح الملكي، لكن كان غريب أن كل الحالات التي تحتمل احتمالين يتم احتسابها لصالح ريال مدريد فقط. 

تعليقات